نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 37
وقال آخرون : إنما حجه لأنه لامه على ذنب قد تاب منه ، والتائب من الذنب كمن لاذنب له . وقيل إنما حجه لأنه أكبر منه وأقدم . وقيل لأنه أبوه . وقيل لأنهما في شريعتين متغايرتين . وقيل لأنهما في دار البرزخ وقد انقطع التكليف فيما يزعمون . والتحقيق : أن هذا الحديث روى بألفاظ كثيرة بعضها مروى بالمعنى ، وفيه نظر . ومدار معظمها في الصحيحين وغيرهما على أنه لامه على إخراجه نفسه وذريته من الجنة ، فقال له آدم : أنا لم أخرجكم ، وإنما أخرجكم الذي رتب الاخراج على أكلي من الشجرة ، والذي رتب ذلك وقدره وكتبه قبل أن أخلق ، هو الله عز وجل ، فأنت تلومني على أمر ليس له نسبة إلى أكثر من أنى نهيت عن الاكل من الشجرة فأكلت منها ، وكون الاخراج مترتبا على ذلك ليس من فعلى ، فأنا لم أخرجكم ولا نفسي من الجنة ، وإنما كان هذا من قدر الله وصنعه ، وله الحكمة في ذلك . فلهذا حج آدم موسى . ومن كذب بهذا الحديث فمعاند ; لأنه متواتر عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وناهيك به عدالة وحفظا وإتقانا . ثم هو مروى عن غيره من الصحابة كما ذكرنا . ومن تأوله بتلك التأويلات المذكورة آنفا ، فهو بعيد من اللفظ والمعنى ، وما فيهم من هو أقوى مسلكا من الجبرية . وفيما قالوه نظر من وجوه : أحدها : أن موسى عليه السلام لا يلوم على أمر قد تاب عنه فاعله .
37
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 37