نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 358
فصبره وسيره إلى بلاد الشام فدفنه بالمغارة [1] عند أبيه إسحق وجده الخليل عليهم السلام . وعند أهل الكتاب : أن عمر يعقوب يوم دخل مصر مائة وثلاثون سنة . وعندهم أنه أقام بأرض مصر سبع عشرة سنة ، ومع هذا قالوا : فكان جميع عمره مائة وأربعين سنة . هذا نص كتابهم وهو غلط : إما في النسخة ، أو منهم ، أو قد أسقطوا الكسر وليس بعادتهم فيما هو أكثر من هذا ، فكيف يستعملون هذه الطريقة [ هاهنا [2] ] ؟ وقد قال تعالى [ في كتابه العزيز ( 2 ) ] : " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ، إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ، ونحن له مسلمون " يوصى بنيه بالاخلاص ، وهو دين الاسلام الذي بعث الله به الأنبياء عليهم السلام . وقد ذكر أهل الكتاب : أنه أوصى بنيه واحدا واحدا ، وأخبرهم بما يكون من أمرهم ، وبشر يهوذا بخروج نبي عظيم من نسله تطيعه الشعوب ، وهو عيسى بن مريم . والله أعلم . وذكروا : أنه لما مات يعقوب بكى عليه أهل مصر سبعين يوما ، وأمر يوسف الأطباء فطيبوه بطيب ومكث فيه أربعين يوما . ثم استأذن يوسف ملك مصر في الخروج مع أبيه ليدفنه عند أهله ، فأذن له ، وخرج معه أكابر مصر وشيوخها . فلما وصلوا حبرون دفنوه ( 3 ) في المغارة التي
[1] ا : في المغارة . [2] سقطت من ا . ( 3 ) ا : فدفنوه .
358
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 358