نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 357
فأما في شريعتنا فقد نهى عن الدعاء بالموت إلا عند الفتن ; كما في حديث معاذ في الدعاء الذي رواه أحمد : " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين " . وفى الحديث الآخر : " ابن آدم ، الموت خير لك من الفتنة " . وقالت مريم عليها السلام : " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " . وتمنى الموت علي بن أبي طالب ، لما تفاقمت الأمور وعظمت الفتن واشتد القتال ، وكثر القيل والقال . وتمنى ذلك البخاري [ أبو عبد الله [1] ] صاحب الصحيح ، لما اشتد عليه الحال ولقى من مخالفيه الأهوال . فأما في حال الرفاهية فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، إما محسنا [ فلعله ( 1 ) ] يزداد ، وإما مسيئا فلعله يستعتب . ولكن ليقل : " اللهم أحينى ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " . والمراد بالضر هاهنا ، ما يخص العبد في بدنه ; من مرض ونحوه ، لا في دينه . والظاهر أن نبي الله يوسف عليه السلام سأل ذلك ، إما عند احتضاره ، أو إذا كان ذلك أن يكون كذلك . وقد ذكر ابن إسحاق عن أهل الكتاب : أن يعقوب أقام بديار مصر عند يوسف سبع عشرة سنة ، ثم توفى عليه السلام . وكان قد أوصى إلى يوسف عليه السلام أن يدفن عند أبويه إبراهيم وإسحق . قال السدى :