نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 325
وكان بقية النساء حرضنه على السمع والطاعة لسيدته ، فأبى أشد الاباء ، ونأى لأنه من سلالة الأنبياء ، ودعا فقال في دعائه لرب العالمين : " رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه ، وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين " يعنى إن وكلتني إلى نفسي ، فليس لي من نفسي إلا العجز والضعف ، ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله . فأنا ضعيف إلا ما قويتني وعصمتني وحفظتني ، وحطتني بحولك وقوتك . ولهذا قال تعالى : " فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم * ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين * ودخل معه السجن فتيان ; قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا ، وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه ، نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين * قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ، ذلكما مما علمني ربى ، إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، ما كان لنا أن نشرك بالله من شئ ، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون * يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ؟ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ، إن الحكم إلا لله ، أمر ان لا تعبدوا إلا إياه ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعملون * يا صاحبي السجن : أما أحدكما فيسقى ربه خمرا ، وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الامر الذي فيه تستفتيان " .
325
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 325