responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 324


" فلما رأينه أكبرنه " أي أعظمنه وأجللنه وهبنه ، وما ظنن أن يكون مثلا هذا في بني آدم ، وبهرهن حسنه حتى اشتغلن عن أنفسهن ، وجعلن يحززن في أيديهن بتلك السكاكين ولا يشعرن بالجراح ، وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم .
وقد جاء في حديث الاسراء : فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن " . قال السهيلي وغيره من الأئمة : معناه أنه كان على النصف من حسن آدم عليه السلام ، لان الله تعالى خلق آدم بيده ، ونفخ فيه من روحه ، فكان في غاية نهايات الحسن البشرى . ولهذا يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم وحسنه . ويوسف كان على النصف من حسن آدم . ولم يكن بينهما أحسن منهما ; كما أنه لم تكن أنثى بعد حواء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام .
قال ابن مسعود : وكان وجه يوسف مثل البرق ، وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطى وجهه . وقال غيره : كان في الغالب مبرقعا لئلا يراه الناس . ولهذا لما قام عذرن [1] امرأة العزيز في محبتها لهذا المعنى المذكور ، وجرى لهن وعليهن ما جرى ; من تقطيع أيديهن بجراح السكاكين ، وما ركبهن من المهابة والدهش عند رؤيته ومعاينته .
" قالت فذلكن الذي لمتنني فيه " ثم مدحته بالعفة [2] التامة فقالت :
" ولقد راودته عن نفسه فاستعصم " أي امتنع " ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين " .



[1] ط : عذر .
[2] ط : بالعصمة .

324

نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست