responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 271


الفراسة والتوسم فيهم [1] ، كيف غير الله تلك البلاد وأهلها ؟ وكيف جعلها بعد ما كانت آهلة عامرة هالكة غامرة ؟
كما روى الترمذي وغيره مرفوعا : " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " ثم قرأ : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " .
وقوله : " وإنها لبسبيل مقيم " أي لبطريق مهيع مسلوك إلى الآن .
كما قال : " وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون " .
وقال تعالى : " ولقد تركناها آية بينة لقوم يعقلون " وقال تعالى :
" فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين * وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم " .
أي تركناها عبرة وعظة لمن خاف عذاب الآخرة ، وخشي الرحمن بالغيب ، وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فأنزجر عن محارم الله وترك معاصيه ، وخاف أن يشابه قوم لوط . ومن تشبه بقوم فهو منهم ، وإن لم يكن من كل وجه فمن بعض الوجوه ; كما قال بعضهم :
فإن لم تكونوا قوم لوط بعينهم * فما قوم لوط منكم ببعيد فالعاقل اللبيب الفاهم الخائف من ربه ، يمتثل ما أمره الله به عز وجل ، ويقبل ما أرشده إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من إتيان ما خلق له من الزوجات الحلال ، والجواري من السراري ذوات الجمال ، وإياه أن يتبع كل شيطان مريد ، فيحق عليه الوعيد ، ويدخل في قوله تعالى : " وما هي من الظالمين ببعيد " .



[1] ط : فهم .

271

نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست