نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 230
فشهدت خمسة أكبش أنه أمره بذلك فآمن وصدق . وذكر الأزرقي : أنه طاف مع الخليل بالبيت . وقد كانت [ الكعبة [1] ] على بناء الخليل مدة طويلة ، ثم بعد ذلك بنتها قريش ، فقصرت بها عن قواعد إبراهيم من جهة الشمال مما يلي الشام على ما هي عليه اليوم . وفى الصحيحين من حديث مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم : أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخبر عن ابن عمر ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألم ترى أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم ؟ " فقلت : يا رسول الله : ألا تردها على قواعد إبراهيم ؟ فقال : " لولا حدثان قومك [ بالكفر لفعلت ( 1 ) ] " . وفى رواية " لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية ، أو قال بكفر ، لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ، ولجعلت بابها بالأرض ، ولأدخلت فيها الحجر " . وقد بناها ابن الزبير رحمه الله في أيامه على [ ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 ) ] حسبما أخبرته به خالته عائشة ، أم المؤمنين عنه ، فلما قتله الحجاج في سنة ثلاث وسبعين كتب إلى عبد الملك بن مروان الخليفة إذ ذاك ، فاعتقدوا أن ابن الزبير إنما صنع ذلك من تلقاء نفسه . فأمر بردها إلى ما كانت عليه ، فنقضوا الحائط الشامي وأخرجوا منها الحجر ، ثم سدوا الحائط وردموا الاحجار في جوف الكعبة ، فارتفع بابها الشرقي وسدوا الغربي بالكلية ، كما هو مشاهد إلى اليوم .