نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 188
وذكروا أن نمرود هذا استمر في ملكه أربعمائة سنة . وكان طغى وبغى ، وتجبر وعتا ، وآثر الحياة الدنيا . ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الآمال على إنكار الصانع ، فحاج إبراهيم الخليل في ذلك ، وادعى لنفسه الربوبية . فلما قال الخليل : " ربى الذي يحيى ويميت ، قال انا أحيى وأميت " . قال قتادة والسدي ومحمد بن إسحاق : يعنى أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما ، فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر . وهذا ليس بمعارضة للخليل ، بل هو كلام خارج عن مقام المناظرة ، ليس بمنع ولا بمعارضة ، بل هو تشغيب محض ، وهو انقطاع في الحقيقة ; فإن الخليل استدل على وجود الصانع بحدوث هذه المشاهدات من إحياء الحيوانات وموتها ، على وجود فاعل . ذلك الذي لابد من استنادها إلى موجوده ، ضرورة عدم قيامها بنفسها . ولا بد من فاعل لهذه الحوادث المشاهدة ، من خلقها وتسخيرها ، وتسيير هذه الكواكب والرياح والسحاب والمطر ، وخلق هذه الحيوانات التي توجد مشاهدة ، ثم إماتتها . ولهذا قال إبراهيم : " ربى الذي يحيى ويميت " . فقول هذا الملك الجاهل : " أنا أحيى وأميت " إن عنى أنه الفاعل لهذه المشاهدات فقد كابر وعاند . وإن عنى ما ذكره قتادة السدى ومحمد بن
188
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 188