نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 128
ولهذا وقال : " يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون " أي أما لكم عقل تميزون به وتفهمون أنى أدعوكم إلى الحق المبين الذي تشهد به فطركم التي خلقتم عليها ، وهو دين الحق الذي بعث الله به نوحا وأهلك من خالفه من الخلق . وها أنا أدعوكم إليه ولا أسألكم أجرا عليه ، بل أبتغي ذلك عند الله مالك الضر والنفع . ولهذا قال مؤمن " يس " : " اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون * ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ؟ " وقال قوم هود له فيما قالوا : " يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ، وما نحن لك بمؤمنين * إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء " ، يقولون ما جئتنا بخارق يشهد لك بصدق ما جئت به ، وما نحن بالذين نترك عبادة أصنامنا عن مجرد قولك ; بلا دليل أقمته ولا برهان نصبته ، وما نظن إلا أنك مجنون فيما تزعمه . وعندنا أنه إنما أصابك هذا لان بعض آلهتنا غضب عليك فأصابك في عقلك فالعتراك جنون بسبب ذلك . وهو قولهم : " إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء " . " قال إني أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشكرون من دونه ، فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " . وهذا تحد منه لهم ، وتبرأ من آلهتهم وتنقص منه لها ، وبيان أنها لا تنفع شيئا ولا تضر ، وأنها جماد حكمها حكمه وفعلها فعله . فإن كانت كما تزعمون من أنها تنصر وتنفع وتضر فها أنا برئ منها
128
نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 128