نام کتاب : قصص الأنبياء نویسنده : ابن كثير جلد : 1 صفحه : 107
وكيف لا يرحم الله منهم أحدا ولا أم الصبى ولا الصبى ، ويترك هذا الدعي [1] الجبار العنيد الفاجر ، الشديد الكافر ، الشيطان المريد على ما ذكروا ؟ وأما المنقول فقد قال الله تعالى : " ثم أغرقنا الآخرين " وقال : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " . ثم هذا الطول الذي ذكروه مخالف لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله خلق آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم لم يزل [2] الخلق ينقص حتى الآن " . فهذا نص الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى " إن هو إلا وحى يوحى " أنه لم يزل الخلق ينقص حتى الآن ، أي لم يزل الناس في نقصان في طولهم من آدم إلى يوم إخباره بذلك وهلم جرا إلى يوم القيامة . وهذا يقتضى أنه لم يوجد من ذرية آدم من كان أطول منه . فكيف يترك هذا ويذهل عنه ، ويصار إلى أقوال الكذبة الكفرة من أهل الكتاب ، الذين بدلوا كتب الله المنزلة وحرفوها وأولوها ووضعوها على غير مواضعها ؟ فما ظنك بما هم يستقلون بنقله أو يؤتمنون عليه [ وهم الخونة والكذبة عليهم لعائن الله التابعة إلى يوم القيامة [3] ] وما أظن أن هذا الخبر عن عوج بن عناق إلا اختلاقا من بعض زنادقتهم وفجارهم الذين كانوا أعداء الأنبياء . والله أعلم . * * *