الأواخر ، وأعطاهم المال متأولا في ذلك الصلة التي أمر الله بها وقال : إنّ أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما كان لهما وإني أخذته فقسمته في أقربائي ، فأنكر عليه ذلك " [1] . وقال : " كره ولايته نفر من الصحابة لأنه كان يحب قومه ، فكان كثيراً ما يوّلي بني أمية من لم يكن صحبة فكان يجيء من أمرائه ما تنكره الصحابة ، وكان يستعتب فيهم فلا يعزلهم ، فلما كان في الست الأواخر استأثر بني عمه فولاّهم دون غيرهم وأمرهم بتقوى الله ، فولى عبد الله بن أبي سرح مصر فمكث عليها سنين ، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه ، وقد كان قبل ذلك من عثمان هناة إلى عبد الله بن مسعود ، وأبي ذرّ ، وعمّار بن ياسر ، فكانت بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها ، وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان لحال عمار بن ياسر ، وجاء أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح ، فكتب اليه كتاباً يتهدده فيه فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان فقتله ، فخرج من أهل مصر سبعمائة رجل فنزلوا المسجد وشكوا إلى الصحابة في مواقيت الصلاة ما صنع ابن أبي سرح بهم ، فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان بكلام شديد ، وأرسلت عائشة اليه تقول له تقدم إليك أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت فهذا قد قتل منهم رجلا فانصفهم من عاملك ، ودخل عليه علي بن أبي طالب ، فقال : انما يسألونك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دماً فاعزله عنهم واقض بينهم ، فان وجب عليه حق فانصفهم منه فقال لهم : اختاروا رجلاً أوليه عليكم مكانه ، فأشار الناس عليه بمحمّد بن أبي بكر فكتب عهده وولاه ، وخرج معهم عدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر