علي ربّاه النبي ومن كلام له عليه السّلام : " أنا وضعت في الصغر بكلاكل [1] العرب ، وكسرت نواجم [2] قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه [3] وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلة [4] في فعل " [5] . وروى محب الدين الطبري بإسناده عن مجاهد بن جبر : " كان من نعمة الله تعالى على علي بن أبي طالب أن قريشاً أصابتهم شدة ، وكان أبو طالب ذا عيال ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله للعبّاس : إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى ، فانطلق بنا فلنخفف من عياله ، فقال العبّاس : نعم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ، فقالا له : إنا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه ، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه ، فلم يزل علي مع النبي
[1] الكلاكل : الصدور عبّر بها عن الأكابر . [2] النواجم من القرون : الظّاهرة الرّفيعة أي الاشراف . [3] رائحته الزكّية . [4] الخطلة واحدة الخطل ، وهو الخطأ ينشأ عن عدم الرويّة . [5] الخطبة 192 ص 300 ، نهج البلاغة طبعة صبحي الصّالح .