وقتلوا ثلاث نسوة من طئ ، وقتلوا أم سنان الصيداوية . فلما بلغ علياً قتلهم عبد الله بن خباب واعتراضهم الناس ، بعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم وينظر ما بلغه عنهم ويكتب به اليه ولا يكتمه ، فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه ، وأتى علياً الخبر والناس معه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا وأموالنا ؟ سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام " [1] . اجتماع الخوارج ومسير علي إليهم : قال المسعودي : " واجتمعت الخوارج في أربعة آلاف ، فبايعوا عبد الله بن وهب الراسبي ولحقوا بالمدائن وقتلوا عبد الله بن خباب عامل علي عليها ، ذبحوه ذبحا وبقروا بطن امرأته وكانت حاملا ، وقتلوا غيرها من النساء ، وقد كان علي انفصل عن الكوفة في خمسة وثلاثين الفاً ، وأتاه من البصرة من قبل ابن عبّاس - وكان عامله عليها - عشرة آلاف فيهم الأحنف بن قيس وحارثة بن قدامة السعدي ، وذلك في سنة ثمان وثلاثين ، فنزل على الأنبار والتأمت اليه العساكر ، فخطب الناس وحرضهم على الجهاد ، وقال : سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار قدماً ، فإنهم طالما سعوا في اطفاء نور الله وحرضوا على قتال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن معه ، ألا إنّ رسول الله أمرني بقتال القاسطين وهم هؤلاء الذين سرنا إليهم ، والناكثين وهم هؤلاء الذين فرغنا منهم ، والمارقين ولم نلقهم بعد ، فسيروا إلى القاسطين ، فهم أهم علينا من الخوارج ، سيروا إلى قوم يقاتلونكم
[1] الكامل لابن الأثير ج 3 ص 341 ، وأورد القضية بكاملها : الطبري في تاريخه ج 5 ص 81 - 82 .