وقال الفقيه ابن الصباغ المالكي المكي : " ولد علي عليه السّلام بمكة المشرفة بداخل البيت الحرام . . . ولم يولد في البيت الحرام قبله أحدٌ سواه ، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته " [1] . وروى الكنجي الشافعي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : " سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ميلاد علي بن أبي طالب ، فقال : لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام ، إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره ، وكلانا من نور واحد ، ثم إن الله عزّوجلّ نقلنا من صلب آدم في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكيّة ، فما نقلت من صلب إلاّ ونقل علي معي ، فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع علياً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد ، وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان ، قد عبد الله تعالى مأتين وسبعين سنة ، لم يسأل الله حاجة ، فبعث الله إليه أبا طالب ، فلمّا أبصره المبرم قام إليه وقبّل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له : من أنت ؟ فقال : رجل من تهامة ، فقال : من أيّ تهامة ؟ فقال : من بني هاشم ، فوثب العابد فقبّل رأسه ثانية ، ثم قال : يا هذا إن العلي الأعلى ألهمني إلهاماً ، قال أبو طالب : وما هو ؟ قال : ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله عزّوجّل ، فلما كان الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول : أيها الناس ، ولد في الكعبة ولي الله عزّوجلّ ، فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول : < شعر > يا رب هذا الغسق الدجيّ * والقمر المنبلج المضيّ بيّن لنا من أمرك الخفيّ * ماذا ترى في اسم ذا الصبيّ < / شعر >