بعمي طعيمة بن عدي ، فأنت عتيق . . فخرج أبو سفيان بن حرب وهو قائد الناس معه هند بنت عتبة بن ربيعة . . وكانت هند بنت عتبة كلما مرت بوحشي أو مرّ بها قالت : أيه أبا دسمة اشف واستشف وكان وحشي يكني بأبي دسمه ، فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة ، فلما سمع بهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمسلمون قد نزلوا حيث نزلوا . . . ونزلت قريش منزلها من أحد يوم الأربعاء فأقاموا به ذلك اليوم ويوم الخميس ويوم الجمعة وراح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد . . . فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى أحد في الف رجل ، وقد وعدهم الفتح إنّ صبروا ، فلما خرج رجع عبد الله بن أبي سلول في ثلاثمائة ، فتبعهم أبو جاير السلمي يدعوهم فلما غلبوه ، وقالوا له : ما نعلم قتالا ولئن أطعتنا لترجعن معنا قال الله عزّوجل : ( إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ ) [1] فهمّ بنو سلمة وبنو حارثة بالرجوع حين رجع عبد الله بن أبي سلول فعصمهم الله عزّوجل وبقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في سبعمائة . . . وكان المشركون ثلاثة آلاف والخيل مائتي فرس والظعن خمس عشرة امرأة . . . وكان في المشركين سبعمائة دارع ، وكان في المسلمين مائة دارع ولم يكن معهم في الخيل إلا فرسان ، فرس لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفرس لأبي بردة بن نيار الحارثي . . . اجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم رجالا بإزاء الرماة وأمر عليهم عبد الله ابن جبير وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم إنّ رأيتمونا ظهرنا عليهم ، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا ، فلما لقي القوم هزم المشركون حتى رأيت النساء قد رفعن