ثلاث من الهجرة " [1] . " قالوا : لما أصيبت قريش يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب فرجع فلّهم [2] إلى مكة ، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره مشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر ، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا : يا معشر قريش ، إنّ محمّداً قد وتركم ، وقتل خياركم ، فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا إنّ ندرك منه ثارنا بمن أصيب منا ففعلوا . ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) [3] . فاجتمعت قريش لحرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين فعل ذلك أبو سفيان بن حرب وأصحاب العير بأحابيشها [4] ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة [5] وكل أولئك قد إستعروا على حرب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . . . فخرجت قريش بحدها وجدها وأحابيشها ومن معها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا معهم بالظعن التماس الحفيظة ولئلاّ يفروا " [6] . " ودعا جبير بن مطعم غلاماً له يقال له وحشي كان حبشياً يقذف بحربة له قذف الحبشة ، قلما يخطئ بها ، فقال له : أخرج مع الناس ، فان أنت قتلت عم محمّد
[1] تاريخ الطبري ج 2 ص 499 . [2] الفّل : القوم المنهزمون . [3] سيرة ابن هشام ج 3 ص 64 . سورة الأنفال : 36 . [4] الأحابيش : من اجتمع إلى العرب وانضم إليهم من غيرهم . [5] سيرة ابن هشام ج 3 ص 64 . [6] تاريخ الطبري ج 2 ص 501 .