رسول الله وعلّي خلقا من نور واحد روي ذلك عن عدّة من أصحاب رسول الله وبأسانيد كثيرة . وإنّ سمو النور على سائر الموجودات بل كون قوامها جميعاً به ، أوضح من أن يبرهن عليه ، وقد أفادت الروايات أن ذلك النور هو في الحقيقة مستمد من النور الإلهي الذي به استنارت السماوات والأرضون ، وإليك طرفاً من الروايات الواردة في ذلك : روى الحمويني بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي : خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى " [1] . وبإسناده عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش ، نسبّح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثمّ نقلنا إلى صلب عبد المطّلب ، وقسّمنا نصفين ، فجعل نصف في صلب أبي عبد الله وجعل نصف آخر في صلب عمّي أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف وخلق عليّ من النصف الآخر ، واشتق الله لنا من أسمائه أسماءً ، فالله عزّوجلّ محمود وأنا محمّد ، والله الأعلى وأخي علي ، والله الفاطر وابنتي فاطمة ، والله محسن وابناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، وأنا