يقم اليه أحدٌ ، فقمت إليه وكنت أصغر القوم ، فقال : اجلس ، ثمّ قالها ثلاث مرات كلّ ذلك أقوم اليه فيقول : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال : فبذلك ورثت ابن عمي دون عمّي " [1] . قال الشنقيطي : " أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال حديث مؤاخاة الصحابة مطولا وفي آخره : فقال علي : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : والذي بعثني بالحق ما اخترتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انّه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي قال : وما أرث منك يا نبي الله ؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي قال : وما ورثته الأنبياء من قبلك ؟ قال : كتاب ربهم وسنّة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِينَ ) وهم المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض " [2] . وروى ابن عساكر باسناده عن أبي إسحاق ، قال : " قيل لقثم : بأي شئ ورث علي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : كان أوّلنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً ، فقلت : فأي شئ معنى ورث علي ؟ قال : لا أدري إلاّ أن عيسى بن يونس حدّثنا وذكر حديث مجالد بن سعيد . المراد بالميراث ها هنا العلم بدليل أن العبّاس أقرب منه قرابة ، غير أنّ علياً كان ألزم للنبي وأقدم له صحابة " [3] .
[1] الخصائص ص 18 . [2] كفاية الطالب ص 35 . [3] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 12 و 14 ، وانظر الخصائص للنسائي ص 28 .