تعالى حكاية عن يعقوب ( مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي ) [1] الآية وإسماعيل كان عمه . إلى غير ذلك من الأشياء الشريفة التي شابهه وناظره فيها وتعذر استقصاؤها ههنا ، ومن يكون مشاكلا ومضاهياً للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه المراتب العظيمة الجليلة ، لا ريب في انّه يكون أحق بالخلافة وأجدر ممّن لم يحصل له شئ من هذه أو بعضها ، وهذا ظاهر لمن تأمّله ، بين لمن تدبره . إنّ شاء الله سبحانه " [2] . أقول : كون أمير المؤمنين عليه السلام أخاً لرسول الله صلّى الله عليه وآله ثابت بالأحاديث القطعية من طرق الفريقين ، ومن الأدلّة الثابتة المشهورة على ذلك حديث المؤاخاة الذي نصّ كبار علماء أهل السنّة عليه ، حتى أنّ غير واحد منهم ردّ على ابن تيميّة تكذيبه له [3] مع الإصرار على ذلك ، لعلمه ذلك على فضيلة خاصّة بعلي ، وابن تيمية ممّن يرى أن الأفضلية توجب الإمامة - فمثلاً : يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني بعد نقل حديث المؤاخاة برواية الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم : " وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ على ابن المطهّر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي ، قال : لأن المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً ولتأليف قلوب بعضهم على بعض ، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم ولا مؤاخاة مهاجري لمهاجري . وهذا ردّ للنص بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة . . . " [4] .
[1] سورة البقرة : 133 . [2] احقاق الحق ص 326 مخطوط . [3] منهاج السنة ج 4 ص 32 و ج 5 ص 71 و ج 7 ص 117 . [4] فتح الباري ج 7 ص 271 .