فقال بلال : يا علي أجب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فأتى ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما يبكيك يا أبا الحسن ، فقال : واخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني ولم تواخ بيني وبين أحد ، فقال : انّما ادّخرتك لنفسي ، ألا يسرك إنّ تكون أخا نبيك ؟ قال : بلى يا رسول الله ، أنّى لي بذلك ، فأخذ بيده فأرقاه المنبر فقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، ألا انّه مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي ، ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، فانصرف علي عليه السّلام قرير العين ، فاتبعه عمر ، وقال : بخ بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة . والمؤاخاة تدل على الأفضلية ، فيكون هو الإمام " [1] . وقال شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي : " الدليل على إنّ الإمام الحق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا فصل أمير المؤمنين علي عليه السّلام بدليل انه نص عليه نصّاً متواتراً بالخلافة ، ولا نصّ على أحد غيره ، مثل أبي بكر والعبّاس ، والنص مثل قوله : " أنت أخي ووزيري والخليفة من بعدي " ويدل الحديث على إمامته أيضاً ، وانّه معصوم وغيره ليس بمعصوم بإجماع المسلمين " [2] . وقال السيد القاضي نور الله التستري في كتابه القيم ( احقاق الحق ) : " لما نزل قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) [3] آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الأشكال والنظائر بوحي من الله تعالى ، ليكون كل أخ يعرف بنظيره وينسب إلى قرينه ، ويستدل به عليه ويتضح به شرف منازل الأصحاب ، ويتميز
[1] منهاج الكرامة ص 103 مخطوط . [2] رسالة في الإعتقادات ص 8 مخطوط . [3] سورة الحجرات : 10 .