وآله وسلّم يقول : " علّي منّي كمنزلتي من ربّي " [1] . دلالة الحديث واستدل العلاّمة الحلي بهذا الحديث لإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قائلاً : " وقال في حقه : إن علياً عليه السّلام منّي وأنا منه ، وهو وليكلّ مؤمن ومؤمنة ، فيكون علّي عليه السّلام كذلك ، وهذا نص في الباب " [2] . وقال : " وفي مسند أحمد وفي الصحاح الستة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من عدّة طرق : إنّ علياً منّي وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي ، لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي . وفيه أيضاً : لما قتل علي عليه السّلام أصحاب الألوية يوم أحد قال جبرئيل : يا رسول الله إنّ هذه المواساة ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله : إنّ علياً منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله " . فأما صحة سند هذا المضمون عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلا يتكلّم فيها إلاّ جاهل أو معاند ، لأنّه مخرج في أصحّ كتب القوم وأشهر أسفارهم في الحديث كما رأيت ، فلا يعبأ بقول ابن تيمية الحنبلي " فليس هذا في كتب الأحاديث المعروفة ، لا الصحاح ، ولا المسانيد ، ولا السنن وغير ذلك " [3] . وأمّا دلالته على الإمامة فلا تخفى على أهل الفهم المنصفين ، وقد أحسن
[1] مفتاح النجاء ص 71 . [2] منهاج الكرامة ، المنهج الثالث في الأدلة المستندة إلى السنة المنقولة عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الحديث التاسع ص 106 مخطوط . [3] منهاج السنة ج 4 ص 103 .