الأرض حاجتك لئلا أرى أثر المسألة على وجهك . فكتب : إني فقير ، فأمر له بحلّة ، فلما أخذها أنشأ الرجل يقول : < شعر > كسوتني حلّة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من ثوب الثنا حُللا إنّ نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد نلته بدلا إنّ الثناء ليحيي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا لا تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا < / شعر > 7 - وأما الأخبار عن الكوائن في الاستقبال : فقوله : ( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) [1] وقوله : ( وَمُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) [2] فكان عيسى عليه السّلام يخبرهم بما أكلوه بالبارحة وعمّا أدّخروه في بيوتهم ، فيكون الأمر كما أخبرهم . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان يخبر عمّا يكون في هذه الأمة من الفتن والحوادث ، فيجدونه على ما أخبر . 8 - وأما الكفاية والاشكال : فان يحيى بن زكريا عليهما السّلام قد كان ابن خالة عيسى عليه السّلام فعضده الله تعالى ونصره به ، فكان يحيى أول من آمن بعيسى عليهما السّلام كما ذكرناه ، وكان كفواً له ويصلح لأن يقوم مقامه في أمره . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان كفواً للرسول عليه السّلام يصلح لأن يقوم مقامه في أمره ، ولعمري إنّ كفاءة المرتضى رضوان الله عليه للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت أوكد من كفاءة يحيى لعيسى ، لأن المرتضى كان ابن عم ، وابن العم أقرب نسباً من ابن الخالة لأن اتصال الأنساب بالآباء أقرب من اتصالها