على رأسه ، فقامت إليه إحدى بناته تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها : يا بنية لا تبكي ، فإن الله مانع أباك . وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب " [1] . وروى ابن سعد : " قال العبّاس : يا رسول الله ، أترجو لأبي طالب ؟ قال : كلّ الخير أرجو من ربّي ، وتوفي أبو طالب للنصف من شوال ، في السنة العاشرة من حين نبّئ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو يومئذ ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام ، وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة ، فاجتمعت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مصيبتان ، موت خديجة بنت خويلد وموت أبي طالب عمه " [2] . وروى سبط ابن الجوزي الحنفي ، قال علي عليه السّلام : " لمّا توفي أبو طالب ، أخبرت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبكى بكاءاً شديداً ثم قال : اذهب فغسله وكفّنه وواره ، غفر الله له ورحمه ، فقال له العبّاس : يا رسول الله ، إنك لترجو له ؟ فقال : أي والله ، إني لأرجو له . وجعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يستغفر له أيّاماً لا يخرج من بيته . وقال الواقدي : قال ابن عبّاس : عارض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جنازة أبي طالب ، وقال : وصلتك رحم وجزاك الله يا عمّ خيراً . وذكر ابن سعد أيضاً عن هشام بن عروة قال : ما زالوا كافّين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله حتى مات أبو طالب . يعني قريشاً .
[1] تاريخ الطّبري بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، ج 2 ، ص 344 . [2] الطبقات الكبرى ، ج 1 ، ق 1 ، ص 79 .