من رتبته التّي جعلها الله تعالى له ، فقد قال سبحانه : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ) [1] وقال لهم : ( أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) قالوا : ( سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ) [2] إلى إنّ قال : ( أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الآية ، وكذلك المرتضى رضوان الله عليه ، وإن كان أصغرهم سنّاً فلم يضعه سنّه عن رتبته التّي جعلها الله تعالى له ، لأنّه كان أوفرهم ذهناً ، ولذلك أجاب عن المسائل الواقعة دونهم لدعوة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقد كان الرّسول عليه السّلام علّمه دعاء يكرمه الله تعالى إذا دعاه به بالذّهن والحفظ والفطنة . . . وبدو اسلام المرتضى سلام الله عليه . . . كان أوّل من أسلم بعد خديجة عليّ بن أبي طالب وهو يومئذ ابن عشر سنين . . . قال الحسن ويقال كان دون تسع ولم يعبد الأصنام . . . وقال أبو زبيد : إنّ عليّاً ساد بالتكرّم والحلم غاية التحلّم ، هداه ربّه للطّريق الأقوم بأخذه الحل وترك المحرّم . . . الأمر والخلافة : فانّ آدم عليه السّلام قد كان خليفته تعالى في أرضه . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه كان خليفة الرّسول عليه السّلام في أمته . . . الأعداء والمخالفة : فانّ آدم عليه السّلام لما أهبط إلى الأرض وأحسّ إبليس بما يستقبله منه ومن أولاده أخذ يبذل وسع مجهوده في معاداته ومناصبته والمنع عن موالاته ومقاربته . . . فكذلك المرتضى رضوان الله عليه لما قام بأعباء الولاية وتمسك بوجوه الكفاية أشفق إبليس اللّعين منه ومن قيامه ، لما علم من أخلاقه واقدامه وتفوّقه بوجوه الصلابة والهداية والأمانة والدّراية فأغرى عليه