الإخلاص التي أمر بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عمّه أبا طالب عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله ، وهي الكلمة التي أكرم الله بها محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه " . وروى ابن أبي الحديد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه السّلام إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ، وأن أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين " . وقد روى بأسانيد كثيرة - بعضها عن العبّاس بن عبد المطلب ، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة : " إن أبا طالب ما مات حتى قال : لا إله إلا الله محمّد رسول الله " . وروى عن علي عليه السّلام إنه قال : " ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نفسه الرضا " . وروى عن علي عليه السّلام أنه قال : " قال لي أبي : يا بنيّ ، الزم ابن عمّك ، فإنك تسلم به من كلّ بأس عاجل وآجل ، ثم قال لي : < شعر > إن الوثيقة في لزوم محمّد * فاشدد بصحبته على أيديكا " [1] < / شعر > وروى الشنقيطي بأسناده عن أبي إسحاق ، إن أبا طالب قال لعلي : " أي بني ، ما هذا الدين الذي أنت عليه ؟ قال : يا أبت ، آمنت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصدّقت بما جاء به وصلّيت معه لله واتّبعته ، فزعموا أنه قال : أما أنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه " [2] . قال السيد شهاب الدين أحمد : " إن أبا طالب ما مات كافراً على الصحيح ،
[1] شرح نهج البلاغة ، بتحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، ج 14 ، ص 70 ، 75 . [2] كفاية الطالب ، ص 13 .