خلف ذرارينا وأشياعنا عن ايماننا وشمائلنا " [1] . دلالة الحديث أقول : قال العلامة الحليّ : ( المبحث الخامس ) في ذكر بعض الفضائل التي تقتضي وجوب إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام ، هذا باب واسع لا يحصى كثرة . روى الخوارزمي من علماء الجمهور عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال : الحمد لله ، فأوحى الله تعالى حمدني عبدي ، وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد إنّ أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك ، قال : إلهي فيكونان مني ؟ قال : نعم يا آدم ، ارفع رأسك وانظر ، فرفع رأسه فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلاّ الله ، محمّد نبي الرحمة ، وعلي مقيم الحجة ، من عرف حق علي زكا وطاب ، ومن أنكر حقه لعن وخاب ، أقسمت بعزتي إنّ أدخل الجنة من أطاعة وإن عصاني ، وأقسمت بعزتي أن أدخل النّار من عصاه وإن أطاعني " [2] . وقد أوضح ذلك السيد الشهيد صاحب ( احقاق الحق ) قائلا : " الأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ولا استبعاد فيه ، إذ من المعلوم إنّ الشهادتين بمجردهما غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من أحوال المعاد والإمامة ، كما يدل على ما اشتهر من قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ] من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية [ ولا شك إنّ المنكر بشئ من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم ، فان الغلاة والخوارج وإن كانا من فرق المسلمين نظراً إلى الاقرار بالشهادة ، فهما من قبيل الكافرين نظراً إلى جحودهما ما علم من الدين ،
[1] أسنى المطالب الباب السّابع ص 40 ، رقم 53 . [2] كشف الحقّ ونهج الصّدق ص 109 .