خديج الساب لعلي ، فقال : عليّ به ، فأُتي به ، فقال : أنت الساب لعليّ ؟ فقال : ما فعلت ، فقال : والله إنّ لقيته - وما أحسبك تلقاه يوم القيامة - لتجده قائماً على حوض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يذود عنه رايات المنافقين ، بيده عصا من عوسج . حدّثنيه الصادق المصدق وقد خاب من افترى " [1] . وروى البدخشي بإسناده عن الحسين بن علي ، إنّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لا تسبّوا عليّاً فإنّه من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ومن سبّ الله فقد عذّبه الله " [2] . دلالة الحديث دلّ هذا الحديث على أنّه لا يوجد في شخص أمير المؤمنين عليه السّلام أيّ موضع لأن يطعن عليه أو يتكلّم فيه ، كما ليس في شخص النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك ، فحقيقة وجودهما واحدة وشؤونهما متحدّة ، فمن سبّ علياً فقد سبّ رسول الله ، ومن سبّه كان كافراً بالضرورة . وفي الأحاديث الدالة على هذا المعنى - بألفاظها المختلفة - ما هو صحيح سنداً يقيناً . فيكون هذا الحديث من أحسن الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنه - في أقل تقدير - يدلّ على أفضليّته ، والأفضلية دليل الإمامة عند الجمهور ، حتى عند مثل ابن تيمية المتعصّب ضد أهل البيت عليهم السّلام .
[1] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 138 ، ورواه الزرندي في نظم درر السمطين ص 108 والكنجي في كفاية الطالب ص 88 . [2] مفتاح النّجاء ص 9 .