أن ينظر إلى آدم في خلقه وأنا في خلقي ، والى إبراهيم في خلته ، والى موسى في مناجاته ، والى يحيى في زهده ، والى عيسى في سمته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب ، إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من دهر . يا أيّها النّاس ، امتحنوا أولادكم بحبه ، فإنّ علياً لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن أبغضه فليس منكم . قال أنس بن مالك : وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي ، وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاءه وأومأ بإصبعه : أي بني تحب هذا الرجل المقبل ؟ فإن قال الغلام : نعم قبله ، وإن قال : لا ، حرف به الأرض وقال له : إلحق بأُمّك ولا تلحق أباك بأهلها ، فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن أبي طالب " [1] . وروى محمّد بن رستم باسناده عن ابن عمر : " يا علي ، إنك تقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضاباً مقمحين " [2] . وروى الوصابي بإسناده عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " علي مني وأنا من علي وعلي ولي كل مؤمن بعدي ، حبه ايمان وبغضه نفاقٌ ، والنظر إليه رأفة " [3] . وروى البيهقي بإسناده عن علي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي أحبّ لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسي " [4] .
[1] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 225 ، الحديث 730 . [2] تحفة المحبّين بمناقب الخلفاء الراشدين ص 194 ، مخطوط . [3] أسنى المطالب ، الباب السّابع ص 35 رقم / 24 . [4] السنن الكبرى ، كتاب الجمعة ج 3 ص 212 .