الحليف ، لأنّ الحليف يكون بين الغرماء للتعاضد والتناصر ، وهذا المعنى موجود فيه ، ولا على المتّولى لضمان الجريرة لما قلنا انّه انتسخ ذلك ، ولا على الجار ، لأنّه يكون لغواً من الكلام وحاشا منصبه الكريم من ذلك ، ولا على السيّد المطاع ، لأنّه كان مطيعاً له يفيده بنفسه ويجاهد بين يديه . والمراد من الحديث الطّاعة المحضة المخصوصة فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ومعناه من كنت أولى به من نفسه فعلّي أولى به ، وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن السّعيد الثقّفي الأصبهاني في كتابه المسّمى بمرج البحرين فإنّه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه ، وقال فيه : فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علّي فقال : من كنت وليّه وأولى به من نفسه فعلّي وليّه ، فعلم إنّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر ، ودلّ عليه أيضاً قوله عليه السّلام : ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهذا نصّ صريح في اثبات إمامته وقبول طاعته ، وكذا قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وأدر الحق معه حيث ما دار وكيفما دار ، فيه دليل على انّه ما جرى خلاف بين علي عليه السّلام وبين أحد من الصحابة إلاّ والحق مع علي عليه السّلام ، وهذا بإجماع الأمة " [1] . وقد أطال الكلام علماؤنا الأعلام في بيان وجه الاستدلال بحديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام ، لأهميّته الفائقة ، على أثر تواتره سنداً وكثرة وجوه دلالته . وخلاصة الكلام هو : إنّ لفظ " المولى " الموجود في متن الحديث إمّا مشترك معنوي بين معانيه المتعدّدة ، وإمّا هو مشترك لفظي ، فإنْ كان مشتركاً معنويّاً كان المعنى الموضوع له هو " الأولوية " ولا كلام بعد ذلك ، وإنْ كان مشتركاً لفظياً ،