قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليهما لي ولي ، وعدوهما لي عدو . ألا وإنّها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها وتقتل من قام بالقسط ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ثم قال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قالها ثلاثاً " [1] . وروى محب الدين الطبري باسناده عن البراء بن عازب قال : " كنا عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في سفر فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي وقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . فأخذ بيد علي وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة " [2] . وعن زيد بن أرقم قال : " استنشد علي بن أبي طالب الناس ، فقال : - انشد الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاده ، فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا " . وعن زياد بن أبي زياد قال : " سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس ، فقال : أنشد الله رجلا مسلماً سمع من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خم ما قال : فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا " [3] . وروى السيوطي باسناده عن أبي الطفيل قال : " جمع علي النّاس سنة خمس
[1] المناقب ص 16 الحديث 23 . [2] ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص 67 . [3] ذخائر العقبى ص 67 .