إلاّ إنّ التعصّب الأعمى دفع ابن تيميّة للقول بأن " حديث الطير لم يروه أحد من أصحاب الصحيح ولا صحّحه أئمة الحديث ، ولكن هو مما رواه بعض النّاس كما رواه أمثاله في فضل غيره " [1] . أمّا ابن روزبهان ، فقال : " حديث الطير مشهور ، وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة ، ولكن لا يدلّ على النّص وليس الكلام في عدّ الفضائل " [2] . واكتفى عبد العزيز الدّهلوي بتضعيف الحديث من حيث السّند والدلالة ، دون أن يقيم دليلا قاطعاً في كلامه [3] . وتصدّى للرد على هذه المزاعم ، القاضي نور الله التستري قائلا : " حديث الطّير ، مع انّه كما اعترف به الناصب مشهور بالغ حدّ التواتر ، وقد رواه خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وغيره عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وصنّف أكابر المحدثين فيه كتباً ورسائل " [4] . وأثبت السّيد حامد حسين تواتر هذا الحديث وتماميّة دلالته على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام بأدلّة قاطعة لا تبقي مجالا للترديد والشّك [5] . دلالة حديث الطير ومجمل الكلام هو : إن حديث الطير من أقوى الأدلّة سنداً ودلالةً على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، أمّا سنداً ، فقد رواه أعلام علماء أهل السنّة بأسانيدهم
[1] منهاج السنّة ج 4 ص 99 . [2] متن احقاق الحقّ ص 330 الحديث الثامن عشر مخطوط . [3] تحفة اثنا عشرية الحديث الرّابع ص 211 . [4] احقاق الحقّ ص 330 مخطوط . [5] عبقات الأنوار ، حديث الطّير .