على حاجة ، فجئت حتّى قمت مقامي ، فلم ألبث إنّ ضرب الباب ، فقال رسول الله : يا أنس ، أنظر من على الباب ، فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فإذاً علي عليه السّلام بالباب ، قلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على حاجة فجئت حتّى قمتم مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أنس اذهب فأدخله ، فلست بأوّل رجل أحبّ قومه ، ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا أنس قرّب اليه الطّير ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأكلا جميعاً ، قال محمّد بن الحجّاج : يا أنس كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : أعطي بالله عهداً أن لا أتنقّص عليّاً بعد مقامي هذا ولا اعلم احداً ينتقص إلاّ اشنت له وجهه " [1] . وروى أحمد بأسناده عن سفينة ، قال : " أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طيرين بين رغيفين فقدّمت إليه الطيرين ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : اللّهم ايتني بأحبّ خلقك إليك والى رسولك ، ويرفع صوته ، فقال رسول الله : من هذا ؟ فقال : علّي ، فقال : فافتح له ففتحت له ، فأكل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الطّيرين حتّى فنيا " [2] . وروى ابن عساكر بأسناده عن عبد العزيز بن زياد " إنّ الحجّاج بن يوسف
[1] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 131 و 132 ، وروي قريباً من ذلك عن أنس في المستدرك ج 3 ص 130 ، والنّسائي في الخصائص ص 5 وابن المغازلي في المناقب ص 156 ، الحديث 189 ، وص 161 ، والحديث 191 ، وص 168 ، الحديث 200 والوّصابي في أسنى المطالب الباب السّابع ص 35 رقم 25 . وقال الخوارزمي في مقتل الحسين ج 1 ص 46 بعد ذكره الحديث : " أخرج الحافظ ابن مردويه ، هذا الحديث بمائة وعشرين اسناداً " . [2] فضائل ( مناقب ) أمير المؤمنين علّي بن أبي طالب عليه السّلام ج 1 حديث 65 مخطوط .