أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قالت : علّي بن أبي طالب " [1] . دلالة الحديث أقول : استدل العلاّمة الحلي قدّس سرّه بالرواية التّالية لإثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام قائلا : " في كتاب المناقب لأبي بكر أحمد ابن مردويه ، وهو حجّة عند المذاهب الأربعة ، رواه بأسناده إلى أبي ذر : دخلنا على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلنا : من أحبّ أصحابك إليك ؟ وإن كان أمرٌ كنا معه ، وإن كانت نائبة كنا من دونه ؟ قال : هذا علي أقدمكم سلماً واسلاماً " [2] . ومع إنّ ابن مردويه حجّة عند المذاهب الأربعة ، فقد ناقش الفضل بن روزبهان في ذلك قائلا " هذا الحديث إن صحّ يدل على فضيلة أمير المؤمنين وأن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يحبّه حبّاً شديداً ، ولا يدلّ على النص بأمارته ، ولو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ناصاً على خلافته لكان هذا محل اظهاره ، وهو ظاهر فإنه لما لم يقل انّه الأمير بعدي علم عدم النّص فكيف يصح الاستدلال به " [3] . وتصدّى لجوابه السّيد القاضي نور الله التستري قائلا " قد عرفت سابقاً إنّ النّص على المعنى المراد كما يكون بالدلالة على ذلك من مجرّد مدلول اللفظ كذلك
[1] نظم درر السمطين ص 102 . [2] كشف الحقّ باب الاخبار المتواترة عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الدالة على إمامته عليه السّلام ، الحديث الرّابع ص 101 . [3] احقاق الحق ج 1 ص 318 مخطوط .