يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار ، ولم يزل علي صابراً محتسباً ، فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتّى أصبح ، فلمّا أصبح قام ، فنظر القوم اليه فقالوا : أين محمّد ؟ قال : وما علمي بمحمّد أين هو ؟ قالوا : فلا نراك إلاّ كنت مغرّراً بنفسك منذ ليلتنا ، فلم يزل على أفضل ما بدأ به يزيد ولا ينقص حتّى قبضه الله إليه " [1] .
[1] العقد الفريد ج 5 ص 97 ، طبعة القاهرة سنة 1385 .