كَثْرَتُكُمْ ) [1] إلى قوله : ( ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) [2] أتعلم من المؤمنون الّذين أراد الله في هذا الموضع ؟ قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين . قال : النّاس جميعاً انهزموا يوم حنين ، فلم يبق مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ سبعة نفر من بني هاشم : علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والعبّاس آخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدقون به خوفاً من أن يناله من جراح القوم شيء ، حتّى أعطى الله لرسوله الظّفر ، فالمؤمنون في هذا الموضع عليّ خاصّة ، ثمّ من حضره من بني هاشم ، قال : فمن أفضل ، من كان مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذلك الوقت أم من انهزم عنه ولم يره الله موضعاً لينزلها عليه ؟ قلت : بل من أنزلت عليه السكينة ؟ قال : يا إسحاق ، من أفضل ، من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه بنفسه حتّى تمّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما أراد من الهجرة ؟ إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر عليّاً بالنّوم على فراشه وأن يقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بنفسه ، فأمره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك فبكى علي رضي الله عنه فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ما يبكيك يا علي ، أجزعاً من الموت ؟ قال : لا ، والّذي بعثك بالّحق يا رسول الله ، ولكن خوفاً عليك ، أفتسلم يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : سمعاً وطاعة وطيّبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله ، ثمّ أتى مضجعه واضطجع وتسجّى بثوبه ، وجاء المشركون من قريش فحفّوا به ، لا يشكون انّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد أجمعوا أن يضربه من كلّ بطن من بطون قريش رجل ضربة بالسّيف ، لئلاّ يطلب الهاشمّيون من البطون بطناً بدمه ، وعليّ