القلوب ، وتحوكم إليك في الأعمال ، فاحكم بيننا وبينهم بالحق وأنت خير الفاتحين ، اللهم أنا نشكوا إليك غيبة نبينا وقلة عددنا وكثرة عدونا وتشتت أهوائنا وشدة الزمان وظهور الفتن ، أعنا عليهم بفتح تعجله ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره " [1] . وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين ، فقال عليه السّلام لهم : " أمّا قولكم : أكل ذلك كراهية الموت ؟ فوالله ما أبالي دخلت إلى الموت أو خرج الموت إليّ . وأما قولكم شكاً في أهل الشام : فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع إنّ تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشو إلى ضوئي ، وذلك أحب إليّ من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء بآثامها " [2] . علي يطلب مبارزة معاوية : قال نصر بن مزاحم : " ثم قام علي بين الصفين ثم نادى : يا معاوية - يكررها - فقال معاوية : أسألوه ما شأنه ؟ قال : أحبّ إنّ يظهر لي فأكلمه كلمة واحدة . فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص ، فلما قارباه لم يلتف إلى عمرو ، وقال لمعاوية : ويحك ، علام يقتتل الناس بيني وبينك ، ويضرب بعضهم بعضاً ؟ ابرز إلي فأينا قتل صاحبه فالأمر له ، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال : ما ترى يا أبا عبد الله فيما ها هنا ، أبارزه ؟ فقال عمرو : لقد أنصفك الرجل ، واعلم انّه إنّ نكلت عنه لم تزل سُبّة عليك وعلى عقبك وما بقي عربي فقال معاوية : يا عمرو بن العاص ، ليس مثلي يخدع عن نفسه ، والله ما بارز ابن أبي طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه ، ثم