وروى بسنده عن محمّد وصالح بن صدقة ، قالا : " وكتب علي إلى جرير بعد ذلك : " أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فأحمل معاوية على الفصل ، وخذه بالأمر الجزم ، ثم خيره بين حرب مجلية ، أو سلم محظية ، فان اختار الحرب فانبذ له ، وإن اختار السلم فخذ بيعته " [1] . مكاتبة علي ومعاوية : قال ابن قتيبة : " وذكروا إنّ معاوية كتب إلى علي : أما بعد فلعمري لو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت برئ من دم عثمان كنت كأبي بكر وعمر وعثمان ، ولكنك أغريت بعثمان المهاجرين وخذلت عنه الأنصار فأطاعك الجاهل وقوى بك الضعيف ، وقد أبى أهل الشام إلا قتالك حتى تدفع إليهم قتلة عثمان ، فإذا دفعتهم كانت شورى بين المسلمين وقد كان أهل الحجار أعلا الناس وفي أيديهم الحق فلما تركوه صار الحق في أيدي أهل الشام ، ولعمري ما حجتك على أهل الشام كحجتك على أهل البصرة ولا حجتك عليَّ كحجتك على طلحه والزبير ، لأن أهل البصرة بايعوك ولم يبايعك أحد من أهل الشام وأن طلحة والزبير بايعاك ولم أبايعك ، وأما فضلك في الإسلام وقرابتك من النبي عليه السّلام فلعمري ما أدفعه ولا أنكره " [2] . وقال ابن قتيبة : " قالوا : فكتب اليه علي : أما بعد ، فقد جاءني منك كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده دعاه الهوى فأجابه وقاده فاستقاده . زعمت أنه أفسد عليك بيعتي خطيئتي في عثمان ، ولعمري ما كنت إلاّ رجلا من المهاجرين أوردت كما أوردوا وأصدرت كما أصدروا ، وما كان الله ليجمعهم على