ومن ذلك يعرف أن نسبة التدليس لعبد الله غير صحيحة ، ولذا لم نجد أحداً من نَقَدَة الروايات والرجال من نسب ذلك إليه ، سوى الحافظ ابن حجر ، وهو متأخر لا يقبل قوله إلا بدليل ، هذا إذا جزمنا أن عبد الله بن عطاء هو الطائفي ، وعلى أسوأ الاحتمالات فهو مدلس في روايته عن عقبة خاصة ، فإطلاق ابن حجر بكونه مدلس فيه ما فيه ! والعجب أن الألباني قد صحح عدة أحاديث لعبد الله عن ابن بريدة عن أبيه ، ولم يعترض عليها بأنها مدلّسة ! ! [1] .
وأما جعفر بن زياد الأحمر ، فليس بمختلف فيه كما ادعى وجزم ، وقول الجوزجاني وغيره من المحترقين بالنصب والعداء للعترة الطاهرة ، لا يساوي عفطة عنز ، بعد توثيق أهل الاختصاص له ، وقد ناقض الألباني نفسه - وما أكثر تناقضاته وهفواته - فوثق جعفر الأحمر في « إرواء الغليل : 7 / 275 » قال : جعفر هذا : قال عنه أحمد : صالح الحديث ، وقال ابن معين : ثقة ، وقال أبو زرعة وأبو داود : صدوق ، وقال يعقوب بن سفيان : ثقة ، وقال الأزدي : حديثه مستقيم ، وقال عثمان بن أبي شيبة : صدوق ثقة .
ودعواه أن أحب الرجال إليه أبو بكر ، والنساء عائشة ، لا يساعد عليه الدليل ، وأحاديث البشير ( صلى الله عليه وآله ) ، لكون علي عليه السلام منه وهو منه [2] ، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولى بالمؤمنين من

[1] صحيح سنن ابن ماجة : 8 / 42 رقم 1939 ، صحيح الترمذي : 1 / 204 رقم 535 .
[2] إشارة للحديث المتواتر : علي مني وأنا منه ، راجع : سلسلة الأحاديث المتواترة في فضائل الإمام علي عليه السلام .

94