نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 3
وطبيعي أن يتطلع أصحاب هذه الأموال إلى أموالهم ويستردوا منها ما يستطيعون استرداده بالطرق التي عليهم سلوكها . فبعض الغزوات والسرايا كان المقصود منها : أولا - اضعاف قوة المشركين ثانيا - إظهار قوة المسلمين ، وأن في مستطاعهم رد العدوان عن أنفسهم ، ومجابهة من يريد بهم الشر . ثالثا - استعادة بعض أموالهم . رابعا - إعلاء كلمة الله . ولم تكن غزوة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا سرية تدفع إليها الشهوة في القتل والكبع في السيادة والاستعمار ، وإنمال كل غزواته وسراياه كانت إعلاء لكلمة الحق ودفاعا عن النفس والمعتد ونشر الحق ، ولم يؤخذ على الاسلام قط أنه غدر بأحد أو باغت شعبا ، أو قبيلة ، أو بلدا ، فإذا اضطر إلى الحرب فإنه وضع للحرب المقدسة شروطا لا بد أن تجتمع في كل حرب يخوضها ، وليست لديه حرب تشعلها المطامع والشهوات ، وإنما الحرب في الاسلام جهاد مقدس . وتجب التفرقة بين الجهاد والقتال ، فالجهاد لا يكون إلا في الحق المحض المجرد عن الهوى . أما القتال فأكثره لغير الحق ، ومن شروط الاسلام في الحرب : أن تكون لإعداء كلمة الله ، وضمان حرية الانسان وحقوقه وكرامته ، والنهي الشديد عن ايذاء الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الذين لا يشتركون في القتال ، والذين حبسوا أنفسهم في المعابد وانقطعوا لربهم ، وعدم التعرض بسوء للعمران والزرع والآبار ، وتحريم استباحة المدن . ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل غزواته وسراياه ، معتديا ولا طامعا في مغنم ، وإنما كان مدافعا عن النفس والمعتقد .
3
نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 3