نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 2
من الهجرة ، وأول سرية بعثها كانت في الشهر الثامن من السنة الأولى من الهجرة ، ولم تقع في الغزوة والسرية حرب ولا سفك بهما دم . ومعروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمضى بمكة ثلاث عشرة سنة يدعوا إلى عبادة الله وحده ولم تصدر منه كلمة نابية في حق أحد ، بل كان يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ن فإذا المشركون يتألبون على الداعية والدعوة معا ، ويقاومونهما أشد من المقاومة ، وأصلتوا سيوفهم على أصحاب محمد ، واضطهدوهم كما اضطهدوا الرسول نفسه ، حتى أنهم عزموا على التخلص من الرسول الكريم الرؤوف الرحيم بقتله فاضطر إلى الهجرة إلى المدينة المنورة ، واتخذها دارا للإسلام ، وهاجر من استطاع من أصحابه أن يهاجر إلى المدينة تاركين أموالهم ودورهم وضاعهم للمشركين . وعندما أراد صهيب رضي الله عنه الهجرة أمسك به مشركو مكة وخيروه بين أمواله والهجرة ، فاختار الهجرة تاركا أمواله للمشركين . فأي سيف أصلته الاسلام خلال الثلاث عشرة سنة التي أمضاها بمكة ؟ وأي دم أراقه الاسلام خلال هذه المدة الطويلة ؟ لا سيف ، ولا دم ، وإنما كان المسلمون هم الضحايا ، والاسلام هو المضطهد المخارب الذي أخذ من جميع أقطاره ! ورسول الإسلام لا يجد جوا يتنفس فيه ، كما كان يتنفس كل ذي دين ونحلة . ولما انتقل الاسلام ورسوله وأتباعه إلى المدينة لم يكونوا في نجوة من الخطر ، وكان اليهود يشاركونهم ، في السكن والمعيشة كما كانت قبائل العربية مع قريش في الهوى . ووجد الاسلام نفسه مجبرا على أن يكون يقظا لما يراد به ، ولم يكن المسلمون الذين هاجروا ذوي مال ، لأن أموالهم كلها بمكة تحت يد المشركين الذي استولوا عليها .
2
نام کتاب : غزوات الرسول وسراياه نویسنده : ابن سعد جلد : 1 صفحه : 2