الدين ، ولا رغبة له في الجهاد ، مثل : الأشعث بن قيس وأصحابه . . الخ . . » ثم يذكر قصة التحكيم ، ويعترف بما كان منهم فيها فيقول : « وكانت منا في ذلك هفوة » [1] . فالواعون من أصحابه « عليه السلام » ، المتقون ، الذين عرفوا الحق ، ووثقوا بالقائد وأحكموا القرآن ، وأقاموا الفرض ، وأحيوا السنة ، وضحوا بأنفسهم في سبيل دينهم وعقيدتهم ، وكانوا الحريصين على مستقبل الإسلام والإيمان . والذين كان لهم دور كبير في ربط الناس بالإمام ، وتعريفهم على صواب موقفه ، وتحريضهم على طاعته ونصرته ، وكانوا أول من لبى نداءه . وبقي الأراذل ، ضعفاء البصيرة واليقين من أمثال الأشعث وغيره ممن لم يتمكن العلم من قلوبهم ، والذين ظهر فيهم مصداق قوله « عليه السلام » : « ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه ، ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه » [2] . وقوله « عليه السلام » : « لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل » [3] .
[1] أنساب الأشراف ، بتحقيق المحمودي ج 2 ص 370 . [2] نهج البلاغة - الخطبة رقم 192 بترقيم المعجم المفهرس . [3] نهج البلاغة - الخطبة رقم 69 .