وقيس بن سعد ، كانوا لا يزالون على قيد الحياة . هذا . . وقد جاء أن الأشتر ، قال للمحكِّمة في صفين : « فحدثوني عنكم وقد قتل أماثلكم ، وبقي أراذلكم متى كنتم محقين ؟ الخ . . » [1] . ويقول أمير المؤمنين « عليه السلام » في خطبة له : « . . ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم ، وهم بصفين ، أن لا يكونوا اليوم أحياءً ، يسيغون الغصص ، ويشربون الرنق ؟ فقد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم ، وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم . أين إخواني الذين ركبوا الطريق ، ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم ، من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية ، وأبردوا برؤوسهم إلى الفجرة . ( قالوا : ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة ؛ فأطال البكاء ، ثم قال « عليه السلام » ) : أوّه على إخواني الذين قرؤوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة ، وأماتوا البدعة ، دعوا للجهاد ، فأجابوا ، وثقوا بالقائد ؛ فاتبعوه » [2] . وجاء في رسالة لعبد الله بن وهب الراسبي أرسلها إلى أمير المؤمنين « عليه السلام » قوله : « فلما حميت الحرب ، وذهب الصالحون : عمار بن ياسر ، وأبو الهيثم ابن التيهان ، وأشباههم ، اشتمل عليك من لا فقه له في
[1] صفين للمنقري ص 491 والمعيار والموازنة ص 164 وشرح النهج للمعتزلي ج 2 ص 219 . [2] نهج البلاغة ، بشرح عبده ج 2 ص 130 و 131 ومصادر نهج البلاغة ج 2 ص 450 و 451 وفيه عن الزمخشري في ربيع الأبرار ، باب التفاضل والتفاوت وهذا التفاوت موجود في عبارة الفتوح ج 4 ص 102 .