1 - إنه خص نهي أمير المؤمنين « عليه السلام » عن قتالهم بملك معاوية مع أنه أعم من ذلك . وقد استشهد نفس المعتزلي باستعانة ابن الزبير بهم على يزيد بن معاوية بعد هذا الكلام مباشرة . 2 - إنه قد اعتبرهم أهل دين وعبادة ، والتزام بقوانين الشريعة ، ولم يكن الحال كذلك في واقع الأمر ، فقد أخبر الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » عنهم بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، وبأنهم يقرؤون القرآن ، ولا يجاوز تراقيهم . وقد أشرنا إلى شيء من هذه النصوص ومصادرها في ما سبق . كما أننا قد ذكرنا في محله من هذا الكتاب : أنهم أهل دنيا وطمع فيها . . هذا بالإضافة إلى أن مخالفاتهم الفاضحة للشريعة هي التي دعت علياً أمير المؤمنين « عليه السلام » إلى حربهم ، كما عرفنا . . 3 - وملاحظة ثالثة لنا عليه ، وهي : رضاه عن قولهم بتخليد الفاسق في النار ، فإن ذلك من مقالات المعتزلة ، وليس مما يذهب إليه سائر المسلمين . وقد فند الشيعة هذا القول بما لا مزيد عليه . . وكونه « صلى الله عليه وآله » قد ادخر الشفاعة لأهل الكبائر من أمته يبطل هذا القول . 4 - وأخيراً . . فإنه قد اعتبر أقاويلهم موافقة لما يقوله غيرهم من المسلمين ، وتقدم وسيأتي شطر من أقاويلهم الفاضحة تلك التي لا يقرها عقل ولا يرضى بها وجدان ، ولم يوافقهم عليها غيرهم . وموافقة شاذ في واحد من الموارد لا يعني موافقة الآخرين ، ولا هو على حد القول بكل تلك الأقاويل الشنيعة مجتمعة ، وذلك ظاهر لا يحتاج إلى بيان . < / لغة النص = عربي >