ويكفي أن نذكر : أن فرقة الخازمية من الخوارج - وهم أصحاب خازم بن علي - يتوقفون في أمر علي « عليه السلام » ، ولا يصرحون بالبراءة عنه ، ويصرحون بذلك في حق غيره [1] . مع أن أصل ظهور الخوارج كان هو الخلاف عليه صلوات الله وسلامه عليه ! ! . هذا وقد « كان الخوارج أربعة آلاف عليهم عبد الله بن وهب الراسبي من الأزد وليس براسب بن جرم بن دبان ، وليس في العرب غيرهما . فلما نزل علي « عليه السلام » : تفرقوا ، فبقي منهم ألف وثمان ومئة . وقيل : ألف وخمسمائة ، فقتلوا إلا نفراً يسيراً . وكان سبب تفرق الخوارج عنه : أنهم تنازعوا عند الإحاطة بهم فقالوا : أسرعوا الروحة إلى الجنة . فقال عبد الله بن وهب : ولعلها إلى النار . فقال من فارقه : ترانا نقاتل مع رجل شاك . ففارقوه » [2] . وفي نص آخر : « أن عبد الله بن وهب الراسبي سمع رجلاً يقول : حبذا الروحة إلى الجنة فقال : ما أدري إلى الجنة أم إلى النار » [3]
[1] الملل والنحل ج 1 ص 131 . [2] معجم الأدباء ج 5 ص 264 وراجع : التنبيه والإشراف ص 257 وشرح عقيدة التوحيد ص 84 وبهج الصباغة ج 7 ص 168 عن الخطيب ، وراجع الكامل في الأدب ج 3 ص 187 وفيه أن الذين أصيبوا كانوا ألفين وثمان مئة . [3] راجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 272 و 273 والعقود الفضية ص 64 وأنساب الأشراف ج 2 ص 271 ( بتحقيق المحمودي ) وشرح عقيدة التوحيد ص 84 ، والكامل في الأدب ج 3 ص 187 .