فوقف الرجل قريباً منه ، فبينما هو كذلك إذ أقبل فارس يركض ، حتى أتى علياً « عليه السلام » فقال : يا أمير المؤمنين ، أبشر بالفتح ، أقر الله عينك . قد - والله - قتل القوم أجمعون . فقال له : من دون النهر ، أو من خلفه ؟ ! قال : بل من دونه . فقال : كذبت والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لا يعبرون أبداً حتى يقتلوا . فقال الرجل : فازددت فيه بصيرة . فجاء آخر يركض على فرس له ، فقال له مثل ذلك ، فرد عليه أمير المؤمنين « عليه السلام » مثل الذي رد على صاحبه . قال الرجل الشّاك : وهممت أن أحمل على علي ، فأفلق هامته بالسيف . ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما ، فقالا : أقر الله عينك يا أمير المؤمنين ، أبشر بالفتح ، قد - والله - قتل القوم أجمعون . فقال علي : أمن خلف النهر ، أو من دونه ؟ ! قال : لا بل من خلفه ، إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان ، وضرب الماء لبات خيولهم رجعوا ، فأصيبوا . فقال أمير المؤمنين « عليه السلام » لهما : صدقتما . فنزل الرجل عن فرسه ، فأخذ بيد أمير المؤمنين وبرجله ، فقبلهما . فقال علي « عليه السلام » : هذه لك آية [1] .