« وكبر الناس حين رأوه واستبشروا ، وذهب عنهم ما كانوا يجدون » [1] . وفي نص آخر : « فكبر علي رضي الله عنه والناس ، وأعجبهم ذلك » [2] . وأن أحداثا كهذه تمس الناحية العقيدية والإيمانية للناس . ولا سيما على مستوى حرب تخاض ضد من يحملون اسم الإسلام ، ويظهرون زهداً وعبادة ، وهم الأهل والعشيرة والإخوان . . ثم تكون لها تلك النتائج الكبرى والحاسمة . وهي أحداث مثيرة ، فلا غرو أن يتناقلها الناس ، باندفاع وبحرص ، واهتمام بالغ . وهذا أيضاً أحد الأمور التي سيكون علي « عليه السلام » مسروراً لها ، وذلك لما لها من الأثر الايجابي على ذهنية الناس ، ونظرتهم للأمور ، وموقفهم منها ، إن حاضراً وان في المستقبل القريب أو البعيد على حد سواء . 4 - إن مراجعة نصوص حادثة النهروان تشير إلى أن علياً « عليه السلام » قد أخبرهم بأكثر من خبر ، بل إنه حتى بالنسبة للمخدج نفسه ، لم يكتف بالإخبار عنه ، بل اخبر أيضاً بالعلامات التي فيه ، وأصر على التعرف عليها . كما ذكرته هذه الرواية . بل تقدم أنه أخبرهم حتى بعدد الشعرات التي على يده .
[1] راجع مسند احمد ج 1 ص 88 وكنز العمال ج 11 ص 286 ، عن احمد ، والحميدي ، والعدني . والبداية والنهاية ج 7 ص 294 . [2] تقدمت الإشارة لمصادر هذا النص قبل صفحات يسيرة .