وعن ابن عباس قال : لما أصيب أهل النهروان خرج علي وأنا خلفه فجعل يقول : ويلكم التمسوه - يعني المخدج - فالتمسوه ، فجاؤوا فقالوا : لم نجده ، فعرف ذلك في وجهه ، فقال علي : ويلكم ضعوا عليهم القصب ، أي علموا كل رجل منهم بالقصب ، فجاؤوا به ، فلما رآه خرّ ساجداً [1] . وتذكر رواية أخرى : أنه « عليه السلام » لما لم يجدوه قام والعرق يتصبب من جبهته حتى أتى وهدة من الأرض ، فيها نحو من ثلاثين قتيلاً . فاستخرجه منهم . واظهر للشاك بالأمر آيتين جعلتاه يعود إلى يقينه ، فلتراجع [2] . وعند التلمساني : فلم يوجد ، فتغير وجه علي ، وقال : والله ، ما كذبت ولا كذبت ، فتشوه ، ففتشوه ، فوجدوه في وهدة من الأرض بين القتلى ، فلما رآه علي كبر ، وحمد الله تعالى [3] . وفي حديث آخر : أنهم حين وجدوا المخدج : رفع علي يديه يدعو والناس يدعون ، قال : ثم وضع يديه ، ثم رفعهما أيضاً ، ثم قال : والله ، فالق الحبة ، وبارئ النسمة ، لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما سبق من الفضل لمن قتلهم على لسان النبي « صلى الله عليه وآله » [4] . وحين وجدوا المخدج كبر « عليه السلام » ، ثم قال : صدق الله ، وبلغ رسوله « صلى الله عليه وآله » . فقام إليه عبيدة السلماني ، فقال : يا أمير المؤمنين ، الله الذي لا إله إلا هو ، أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؟ ! .
[1] تاريخ بغداد ج 1 ص 174 . [2] خصائص علي « عليه السلام » للنسائي ص 30 . [3] الجوهرة ص 109 . [4] المصنف ج 10 ص 151 .