الحروب الطويلة : لقد طال أمد الحروب على العراقيين وكانت تحمل لهم خسائر كبيرة ، وويلات كثيرة . . وقد بلغت تلك الخسائر عشرات الألوف في حربي الجمل وصفين . ويكفي أن نذكر : أنه حينما رجع علي « عليه السلام » من صفين مرّ ببيوت الثوريين ، فسمع البكاء على قتلاهم في تلك الحرب ، ثم مر بغيرهم ؛ فكذلك . . فلما وصل إلى الشباميين سمع مثل ذلك أيضاً ، وأخبروه : أنه قد قتل من الشباميين مئة وثمانون ، فليس من دار إلا وفيها بكاء [1] . أما آثار تلك الحرب على الصعيد الاجتماعي ، والمادي ، والسياسي ، فهي أيضاً كبيرة وخطيرة ، فهناك أيتام وأرامل ، وشهداء . وهناك أسر تمزقت ، أو تلاشت . بالإضافة إلى مشاكل حياتية ومعيشية ، وخلافات عائلية وعاطفية وعلاقات أًصيبت بانتكاسات وكوارث . نعم . . وهذا ما يفسر لنا قوله « عليه السلام » في نهج البلاغة : « أيها
[1] تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 4 - ص 45 والمعيار والموازنة ص 193 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 83 .