ق : كما أن نجدة الحروري قد تخلى عن فكرة مهاجمة المدينة ، لما أن أخبر بلبس عبد الله بن عمر بن الخطاب السلاح ، تأهباً لقتاله مع أهل المدينة ؛ ذلك أن نجدة ، وسائر الخوارج ، كانوا يوقرون أباه عمر بن الخطاب توقيراً شديداً . . وقد اختاره نجدة للإجابة على مسائله ، فكتب إليه ( أي إلى ابن عمر ) ، يسأله عن أشياء في الفقه ، ولكنها كانت أسئلة عويصة ، فترك الإجابة عنها إلى ابن عباس [1] . عمر يحترم قاتل علي « عليه السلام » : ر : وقبل أن نواصل الحديث نحب أن نسجل هنا : أن عمر بن الخطاب كان يكنّ الكثير من الاحترام والتقدير لعبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ، الذي صار فيما بعد من الخوارج ، وقتل أمير المؤمنين علياً « عليه السلام » . ولعل هذا هو أحد أسباب احترام الخوارج للخليفة الثاني ، وتعظيمهم له ، يقول النص التاريخي : « وقيل : إن عمر كتب إلى عمرو ، أن قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ؛ ليعلم الناس القرآن والفقه ؛ فوسع له ؛ فكانت داره إلى جنب دار عديس » [2] . وثمة نص آخر يشير إلى أن عمرو بن العاص كان أيضاً يحترم ابن ملجم ، وينسجم معه حيث يقال : « إن عمرو بن العاص ، أمره بالنزول بالقرب منه ، لأنه كان من قراء القرآن » [3] . كما ونلاحظ هنا : أن عداوة عبد الرحمن لأهل البيت « عليهم السلام » قد كانت