« عليهم السلام » - تلك السياسات كانت تهدف إلى إظهار مدى شدة تحري عمر للحق ، وحرصه على العدل على أوسع نطاق . خطة معاوية في مواجهة علي « عليه السلام » : وقد كان من خطة معاوية إشاعة وترويج الفضائل للشيخين وتعظيمهما ، ويقول : « فإن ذلك أحب إلي ، وأقر لعيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله » [1] . ولعل السبب هو أن علياً « عليه السلام » سوف لا يوافق على انسياق الناس وراء سياسات انتهجها الخلفاء ، مهما اشتدت مطالبتهم له بذلك ، ولسوف يوجب ذلك له الكثير من المشاكل والعقبات . هذا عدا عن أنه كان يسعى إلى أن يظهر علياً « عليه السلام » على أنه هو السبب في مقتل عثمان ، ويتهمه بأنه كان معجباً بنفسه ، مدلاً بقرابته من الرسول « صلى الله عليه وآله » ، وأنه كان لا يرى حتى لأبي بكر ، شيخ مشيخة الصحابة بزعمه ، وصاحب الغار حقاً في الخلافة ، ولذا كان علي « عليه السلام » بزعمه - يحقد على أبي بكر ومن لف لفه من الصحابة ، ويبغي لهم الغوائل ، حتى أثرت مشاغباته ! ! وأدت إلى مقتل عثمان المظلوم ؛ فهو « عليه السلام » كان من أول الأمر من المفسدين - والعياذ بالله - حتى لقد قال معاوية له « عليه السلام » : « أفنسيت أنك كنت تقاد للبيعة كما يقاد الجمل المخشوش » ؟ [2] .
[1] النصائح الكافية ص 72 و 73 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 11 ص 44 . [2] تقدم النص عن نهج البلاغة ، راجع المصدر السابق .